للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا سارية الجبل الجبل، وهنا الأمر كذلك، مثال لما يكون فيه خارق العادة فى جنس القدرة، يقدر على ما يعجز عنه غيره، هل بإمكان أحد منا أن يحول التراب الى ذهب؟ لا، فقديقدر الله بعض الصالحين على أن يمسك قطعة التراب يضغط عليها هكذا تصبح ذهباً خالصاً، هذا وقع؟ وقع، ولاينكر هذا إلاّ من هو ضال مخرف، متى وقع هذا؟ يقول الحافظ ابن كثير فى تفسير هـ فى الجزء الثالث صفة ٣٩٩ عند تفسير قوله تعالى فى سورة القصص، حكاية عن العبد المخذول قارون، {قال إنما أوتيته على علم عندى} يقول: قال بعض الناس، على علم عندى فى صنعة الكيمياء، أى أنه يحول التراب والخشب الى ذهب.، يقول الإمام ابن تيمية: وصنعة الكمياء زغل وتلبيس وغش وتدليس وليست بحقيقة ولايمكن ان يقلب المعادن الى غير ماهيتها فالخشب خشب والحديد حديد والذهب ذهب ولا يمكن أن نقلب النحاس الى ذهب على الإطلاق، لكن بإمكاننا أن ندلس ونغش نطليه ذهب ونقول هذا ذهب، لكن إذا أخذه الصائغ يكشفه ويقول هذا نحاس مطلى بذهب من نقلبه حقيقة نقلب العين وأن التركيب أن تكون زرات نحاس تصبح زرات ذهب هذا مستحيل،. قال وأما قلب الأعيان، هذا كلام الإمام ابن كثير فى هذا المكان فى الجزء الثالث صفة ٣٩٩، (وأما قلب الأعيان عن طريق الكرامة فهذا جائز وواقع لأن ليس بقدرة المخلوقات إنما بمشيئة رب الأرض والسماوات، كما جرى لحيوة ابن شريح المصرى إمام الديار المصرية فى زمانه عليه رحمه الله، ورضي الله عن حيوة ابن شريح توفى سنة ١٥٨ وحديثه مخرج فى الكتب الستة وهو ثقة وفوق الثقة ترجمه الإمام الذهبى فى تذكرة الحفاظ فى الجزء الأول صفحة ١٨٥ وترجمه فى الكاشف فقال: له أحوال وكرامات، وهذا فى تفسير ابن كثير، وهو فى تذكرة الحفاظ.،