ذكر الإمام الذهبى فى ترجمة العبد الصالح إبراهيم التيمى، والقصة فى تذكرة الحفاظ فى الجزء الأول صفحة ٧ "توفى وما أكمل أربعين سنة علبه رحمه الله، وكان يقول: كم بينكم وبين القوم، أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها، وأدبرت عنكم فتبعتموها.، كم بينكم وبينهم، تقبل عليهم فيتركونها، وأنتم تولى عنكم فتلحقونها.. وكان يقول: إذا رأيت الرجل يتهون بتكبيرة الإحرام فاغسل يدك منه، وبلغ من شهامته ورجولته أن شرطة الحجاج..العبد المخذول عامله الله بما يستحق وقد أفضى الى ما قدم، ولا أحد يتعصب لأهل الباطل فيقول: ما فائدة التجريح؟، فالحب والبغض أوثق عرى الإيمان،، يقول الذهبى عليه رحمه الله عندما ترجم الحجاج فى الجزء الرابع صفحة ٣٤٣، الذى قسمه الله سنة ٩٥، بعد أن ترجمه يقول: نبُغِضُه ولا نحبه، نسبه ولانحبه ونُبغِضُهُ فى الله. فإن الحب فى الله والبغض فيه أوثق عرى الإيمان، له حسنات مغمورة فى بحر ذنوبه. فإذاً نحب من أطاع الله ونُبغِض من عصى الله، ليس موضوع تجريح.
أرسل الحجاج شرطته فى طلب إبراهيم النخعى وكان شيخاً كبيراً طاعناً فى العمر، فطلبت الشرطة إبراهيم النخعى، فقيل: فى المسجد..... أين إبراهيم، فقام إبراهيم التيمى ليقدم نفسه فدائاً لإبراهيم النخعى، وما خرج النخعى بعد ذلك حتى مات الحجاج، متوارياً منه، فقال: أنا إبراهيم، فأخذه الحجاج وحبسه فى الشمس حتى تغير وذبل، فجاءت أمه تزوره فما عرفته من تغير حالته حتى كلمها، ثم مات إبراهيم التيمى: صاحب الكرامات، حديثه فى الكتب الستة رضي الله عنه وأرضاه ... ثم مات، فرأى الحجاج فى نومه، قائلاً يقول له: مات فى سجنك رجل من أهل الجنة، أما تتوب وتستحى من الله.، فلما إستيقظ من الذى توفى فى السجن هذه الليلة، فقالوا: إبراهيم التيمى.، قال: حُمُمٌ من الشيطان، ألقوه على مزبلة..... هذا الحجاج العبد المخذول، أنظر لهذه المروءة وهذه الشهامة عند هذا العبد إبراهيم التيمى.