للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتهينا من مدارسة وبيان معنى الحروف المقطعة المذكورة فى أوائل بعض سور القرآن الكريم ونحن نتدارس فى الأصل تفسير سورة لقمان رضي الله عنه وعن سائر الصالحين والصالحات، وبدايتها {آلم. تلك آيات الكتاب الحكيم. هدى ورحمة للمحسنين} وذكرت أن الحروف المقطعة الموجودة فى بعض سور القرآن الكريم أجمع أئمتنا الكرام على أن لها معنى وذكرت لحكمة لأمرين معتبرين ... ثم بينت بعد ذلك هذا المعنى الذى من أجله ذُكرت الحروف المقطعة، وتلك الحكمة التى من أجلها وردت الحروف المقطعة فى أوائل بعض سور القرآن الكريم.... هل يدرس فى ذلك المعنى ويوقف على تلك الحكمة من جميع الوجوه، أو من وجه دون وجه؟، فقلت هذا محل الخلاف بين أئمتنا الكرام على قولين....

القول الأول: لايمكن أن ندرس الحكمة من جميع الوجوه ولا أن نقف على المعنى على وجه التمام والكمال، فغاية مانعلمه فى الأحرف المقطعة: أنها حروف من حروف الهجاء من حروف لغة العرب، إذ فتح الله بها بعض السور من كتابه جل وعلا، فهى حروف من حروف اللغة العربية، لكن ماذا يقصد بها وما الحكمة التى من أجلها ذكرت من أجلها هذه الأحرف فى أوائل بعض السور، هذا ما نقف عنده ولا نتكلم فيه.

القول الثانى: أنه يمكن الوقوف على ذلك المعنى وإدراك تلك الحكمة، وقلت: كما تعددت أقوال القائلين بهذا القول الى ما يزيد على ثلاثين قولاً، ذكرت منها عشرة أقوال، سبعة ممكن أن تقبل. وهى متفاوتة فى درجات القبول، وثلاثة مردودة، ختمت الكلام على الأحرف المقطعة بها فى أخر موعظتى المتقدمة.

وأما الآن سنشرع فى مدارستنا بعد الأحرف المقطعة فى أول سورة لقمان {آلم. تلك آيت الكتاب الحكيم} نتدارس إن شاء الله تفسير الأية الثانية من سورة لقمان وهى {تلك آيات الكتاب الحكيم} المؤلفة من أربعة كلمات....