للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذاً {وتلك حجتنا} هذه حجتنا، نقول فيها ما نقوله الآن فى القول الثانى، نقل هذه حجتنا، عبر عنها الإشارة التى هى للبعيد، هنا أنها حجة محكمة قسيمة فصيحة بليغة، أخرست الخصم وأسكتته، فهذه يقال لها تلك ولا يقال هذه للإشارة إلى بعدها فى الرتبة والمنزلة والقدر، لا فى البعد الحسى والبعد الحقيقى، وهكذا فى سائر الأُمورّ {ذلك عالم الغيب والشهادة} لو قال هذا لكن فى الكلام شئ من التعجيل الذى لا يتناسب مع جلال ذى الجلال والإكرام، لذلك ألاداه تشير إلى عظيم منزلة هذا الرب، وأنه إله جليل عظيم ليس كأحد من المخلوقات، ذلك الإله الجليل العظيم الذي له كل كمال، ويتنزه عن كل نقصان، ذلك الذى فعل ما تقدم {عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم} ، فنقول إذاً إسم الإشارة الذي هو للبعيد يعبر به عن القريب لكن ينبغى أن يكون لذلك التعبير سبب ونكتة وحكمة، وهو أنه يراعى البعد الرتبى المنزول، الرتبة المنزلة فى المعنى فى القدر، وفى الشأن وننزل هذا منزلة البعد الحسى الحقيقى، وهذا القول حقيقة كما قلت إنه أقوى وأوجه من القول الأول.