النموذج الأول: والمثال الأول السياسة العلمية لخليل رب البرية إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، قص الله علينا نبأه وكيف سلك مع قومه مناظرة حكيمة فى القضاء على المفسدة المتعلقة بالأديان لإثبات صحة دين الإسلام ونصره بالحجة والبرهان، والمناظرة التى جرت بينه وبين قومه حكاها ربنا جل وعلا فى سورة الأنعام من آية الرابعة سبعين فما بعدها، يقول ربنا جل وعلا {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين}{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى} أى فى إعتقادكم، أوليس كذلك أنتم تقولون هذه الكواكب آلهة {هذاربى حسبما تعتقدون، وأنا أتنزل معكم إلى هذا المستوى من أجل أن أظهر لكم باطلكم، {هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين} .
يا قوم إبحثوا، هذا إله لا يصلح أن يكون إلهاً، إذا ما هدينا إلى الصراط فنحن على ضلال وفى ثباب {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر} هذا إله الآلهة، ما رأيكم فى هذا أكبر الآلهة عندكم {فلما أفلت} إله يغيب إله يتغير، إله حادث، إله يسير، إله مقهور، أرب يبول الثعلبان على رأسه ألا ذل من بالت عليه الثعالب، إله مقهور لا يملك لنفسه فضلاًعن غيره نفعاًولا ضراً {فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون} المفاصلة بينى وبينكم {إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين. وحآجه قومه قال أتحآجونِ فى الله وقد هدانى وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} .