للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا فصل الدين عن السياسة: يقصد منه القضاء على دين الله ليس فى رجال الحكم بل فى كل فرد من أفراد الأمة، لأن هذا الوكيل عندما كفر يكفر موكله، عندما رضى به وأنابه عنه، ولذلك عندما لايحكم بشريعة الله والرعية أنايت هذه الحكومة عنها، فما يجرى على الموكَل يجرى على الموكِل، ولذلك المرادمن فصل الدين عن السياسة، المراد أصالة، إلغاء دين الله والقضاء عليه لكن بعبارة سياسية ردية كالسياسات الملتوية فى هذه الأيام، فيفصل الدين عن الحياة، لايقصد من فصل الدين الحياة أن الدين يرعى كما أنزله الله، وأن أؤلئك لهم شأنهم لا، وهذا سأقرره بأمور فانتبهوا لها، إذاً هذا هو معنى الفصل، معنى الفصل: تجريد الحكومة أولا من الدين، ثم تجريد الرعية تبعاً من الدين لألا يبقى للدين وزن لاعند الحكومة ولا عند المحكومين، هذا هو معنى فصل الدين عن السياسة، هذا الأمر خطر جداً ويترتب عليه أحكام خطيرة ــ فظيعة. لأن عندى أمر ثلاثة سأذكرها إذا بدأت فيها متتابعة لا أريد أن أقطعها، وما أظنها تنتهى فى أقل من ربع ساعة فهذه الأمور الثلاثة التى تحقق لنا وتبين لنا شناعة هذا الفصل وخطره وما يترتب عليه من فساد وضلال، نتكلم عليها إن شاء الله فى الموعظة الآتية، ثم بعد ذلك نستعرض الأمر الرئيسى وهو مناقشة هؤلاء، نحن فقط سننظر الآن فى خطورة هذه الدعوة وشناعتها، وماذا يترتب عليها من بلاء وضلال وفساد، ثم سنناقشكم قوانينكم الوضعية التى زعمتم أنها تصلح الحياة، وشريعة الله لا تصلح، تعالوا نتناقش ولنرى أى الفريقين أحق بالهدى وبالحكمة وبالصواب والرشاد، شرعكم أم شرع الحكيم الخبير.