للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أن يلي أبو حنيفة القضاء فما ولي القضاء، فهل هذا بني فقهه على سياسات الحكام؟ وهل هذا بني فقهه على قول فلان وفلان؟ ألا تتقون الله يا من أسُندت إليكم طويلة عريضة ثم بدئتم تستعملونها بعد ذلك في هدم الإسلام، {سبحانك هذا بهتانٌ عظيم} .

وأم آخر الأئمة وهو الإمام أحمد بن حنبل عليه رحمة الله بعد أن حصل له في المحنة ما حصل وضرب وأغمي عليه مراراً وانخلعت كتفه فلما آل الحكم إلى الخليفة المتوكل أفرج عنه جاء المتوكل ليزوره في بيته بعد أن أفرج عن هذا الإمام المبارك، فلما جاء ووصل أمام البيت واستأذن خرج عبد الله ولد الإمام أحمد ثم جاء إلى والده وقال أمير المؤمنين في الباب، قال له إن أمير المؤمنين أعفاني مما أكره، وزيارته إلى بيتي مما أكره فلينصرف من حيث جاء، فعاد الخليفة المتوكل ولم يتمعر وجهه مثل هذا الإمام يقرر أحكامه تبعاً لأهواء الحكام، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.

اخوتي الكرام: دعاء ضالة في هذه لأيام تنتشر نحو فقه أئمة الإسلام، فواحد يقول إنهم مشرعون لينتحل هذه الصفة ولينحرف وليخبط في دين الله كما يريد، وواحد يقول أقوال رجال، وواحد يقول فقه أئمتنا بني على أراء وأهواء الحكام في زمنهم، فنحن إذاً نقول أيضاً كما حصل من أئمة الإسلام.

اخوتي الكرام: إن هذا كما قلت افتراء بهتان وأما لفظ السياسة الذي يتعلق به من قال إن مذاهب الفقهاء الأربعة بنيت على السياسة وقال في مؤتمر عظيم وكما قلت هو من الكبار المسؤولين لكن أخطر ما يكون على هذه الأمة الإنسان إذا كان منافقاً عليم اللسان، الذي يقول إن مذاهب أئمتنا بنيت على السياسة أقول له لفظ السياسة لأبد أن يعيه هو وغيره لأن هذا اللفظ حصل حوله من التخليط والتضليل ما حصل فلا بد من وضع الأمر في موضعه الشرعي.