وهنا كذلك إذا لم يسمي مهراً ووطئها فلها مهر مثلها فإذا مات عنها، فلها مهر مثلها، هذا هو القياس الذي بني على هذا النظير وجعل هذا النظير لهذا النظير، والإمام الشافعي في قوله القديم قال إن صح حديث ابرَّوع بنت واشق قلت به) قال الإمام أبو عبد الله بن الأخرم وهو محمد بن يعقوب توفي سنة أربعة وأربعين وثلاثمائة للهجرة ٣٤٤هـ وهو من شيوخ الإمام الحاكم رحمة الله عليه ونقل عنه هذا الحاكم في مستدركه عند تخريج الحديث الذي ذكرته لأنه رواه الحاكم مع أهل السنن الأربعة قال الإمام الأخرم (لو أدركت الشافعي لقمت على رأسه وقلت أبا عبد الله قد صح حديث بروع بنت واشق فقل به) إن المجتهد إذا اجتهد لا ينقض حكمه إلا إذا لم يبلغه نص، وخالف اجتهاده ذلك النص الذي ما بلغه، أما إذا بلغه النص وفهمه فهماً معيناً لو خالفه بقية المجتهدين كلهم على هدى ولهم أجران، لو بلغه النص وجمع بينه وبين غيره من النصوص أو قدم عليه نصاً أقوى منه له أجران، وهو على هدى ولا ينقض اجتهاده ولا يرد، وقد فصلت الكلام عن هذا وعن حديث بروع في دروس الحديث الشريف في سنن الترمذي.
إذاً أئمتنا الفقهاء ليسوا بمشرعين والتشريع خصائص رب العالمين، هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: اجتهادات أئمتنا الفقهاء كما قلت ثروة فقهية وهي من أكبر معجزات خير البرية معجزة عظيمة كشف عنها الفقهاء لو لهجت الأمة بعظيم الثناء لهم ليل ونهار لما وَفَّوهم حقهم إجلالاً لنبينا عليه الصلاة والسلام، هؤلاء كشفوا عن صلاحية رسالة نبينا عليه الصلاة والسلام في كل زمان ومكان بما استنبطوا من هذه النصوص الشرعية من أحكام، إن نصوص الشريعة محددة وهي تحتمل أحكاماً كثيرة متعددة كشف عنها أئمتنا الفقهاء، هذه النصوص نص يستنبط منه أحكام متعددة هذه من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام يكشف عنها الفقهاء، فقهاء هذه الأمة المباركة.
كفاك بالعلم في الأمي معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم