للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال العبد الصالح سعيد بن المسيب كما في طبقات ابن سعد أيضا " كان بن عباس -رضي الله عنهما - أعلم الناس وقال العبد الصالح طاووس وهم من تلاميذه -رضوان الله عليهم أجمعين - " كان بن عباس رضي اله عنهم أجمعين من الراسخين "، ولاشك في ذلك رضي الله عنه وأرضاه.

إذاً ترجمان القرآن، حبر الأمة، بحرها، أعلمها، وأيضا هو ربانيا، رباني أطلق عليه أيضا هذا اللقب من قبل أئمتنا عندما أثنوا عليه بذلك، والرباني إخوتي الكرام هو العالم الفقيه الحكيم الذي يتعهد حسب التربية والتوجيه ويربيهم حسب استعدادهم، هذا يقال له رباني وقيل إنه منسوب إلي الرب والنون للمبالغة، الأصل ربي منسوب إلي الرب قيل رباني يعني للمبالغة في حصول التربية فيه بالمعني المتقدم يتخلق بأخلاق الله -جل وعلا - فيربي الناس شيئا فشيئا سواء فيما يتعلق يعني بالتربية الخَلقية أو بالتربية الخُلقية الدينية الشرعية،


(١:٢:٣٣) التربية الخَلقية يتعهدوا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم بعد ذلك يعني عظام تكسي بلحم ثم يخرجون طفلا ثم ثم، هذا كله تعهد بتربية الله جل وعلا فهو رب العالمين، وهكذا التربية الشرعية يتعهدهم يعني علي مهل لأول الأمر "اقرأ باسم ربك الذي خلق " ثم سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار يرغبهم يعني في إطاعة ربهم ثم تنزل الأحكام علي فترة ثلاث وعشرين سنة.
وهكذا العالم يتخلق بهذا الخلق يربي الناس بصغار العلم قبل كباره فما لا يهضمونه لا يذكره أمامهم وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كذلك والله جل وعلا يقول في كتابه "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".