للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا قد يكون الاعتقاد جازما وهو باطل خرافة كاعتقاد النصارى بأن الله ثالث ثلاثة بأن الإله ثلاثة الأب والابن والروح القدس ويقولون الثلاثة إله واحد الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ويعنى قسسهم فى هذه الأيام يلعبون على الأذهان التى هى كأذهان الصبيان يأتى يقول له هذا الثوب هذا واحد وهذا اثنين وهذه ثلاثة هذه ثلاث طيات اعمل هكذا صارت واحد هى ثلاثة وهى واحد وهكذا رب العالمين ثلاثة وهو واحد عيسى والله جل وعلا ومريم هؤلاء الثلاثة واحد يا إخوتى الكرام أنتم بأى لغة تتكلمون بأى لغة ولا لغة الحيوانات تقبل هذا فكيف بعد ذلك تخادعون عقول المخلوقات

وقد أشار الله جل وعلا فى كتابه بأوجز عبارة وألطف إشارة إلى بطلان ألوهية عيسى وأمه على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه فقال جل وعلا فى سورة المائدة {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون} [المائدة/٧٥]

كلمة كانا يأكلان الطعام هذه للرد على النصارى اللئام فإذا كان عيسى وأمه على نبينا وعليهما صلوات الله وسلامه إذا كان عيسى وأمه محتاجَين إلى الطعام كيف يصلح أن يكون كل منهما إلها وأخص صفة فى الإله كما تقدم معنا الغنى والقيام بالنفس وأخص صفة فى المخلوق الفقر والاحتياج إلى الغير فالعالم من عرشه إلى فرشه فقير إلى الله جل وعلا ولا يوجد غنى إلا ربنا القوى سبحانه وتعالى هو الغنى عن العالمين {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} [فاطر/١٥]