ولذلك اتفق أئمتنا على أن هذه الآية نص صريح فى قبول خبر الواحد والأحاديث فى ذلك متواترة كان النبى عليه الصلاة والسلام يرسل رسله آحادا ليبلغوا دعوة الله جل وعلا وليبينوا أحكام الله فخبر الواحد الثقة كاف فى الحجة والعمل به وهنا فلولا نفر من كل فرقة كما قلنا أقلهم ثلاثة منهم طائفة يشمل الواحد فما فوقه إذا لو واحد خرج وتعلم وعاد ثم أنذر وحذر لقبل ذلك منه (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)
إخوتى الكرام عندنا كان مبحث لطيف فيما يتعلق بلولا وكما قلت هى للتحضيض وبمعنى هلا وهى طلب الشىء بإلحاح ورغبة كيف تركب هذا المعنى فيها لأنها مركبة من هل الاستفهامية هل ولا النافية لا أشرح هذا فيما يأتى وماذا يكون معناها إذا دخلت على المضارع وعلى الأمر ضمن هذه الآية فلولا نفر من كل فرقة لولا هلا لو كلها بمعنى واحد تفيد طلب الشىء كما قلت بإلحاح بغضبة بشدة
هذا أتكلم عليه فيما يأتى إن شاء الله
وأما الأحاديث الأربعة أذكرها أيضا فى اول الموعظة الآتية بعون الله وتوفيقه فى بيان فضل التفقه فى دين الله عز وجل
كان فى نيتى أن ننتهى منها فى هذه الموعظة وقدر الله وما شاء فعل فلا أريد أن أطيل أكثر من هذا والموعد كما قلت سابقا من الساعة إلى الساعة والربع يعنى إذا زادت بعد العشاء فى ذلك شىء من المشقة
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اللهم إنا نسألك من كل شىء أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا
اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا
اللهم اغفر لمن وقف هذا المكان المبارك اللهم اغفر لمن عبد الله فيه