وهكذا قول الله جل وعلا فى آخر سورة المنافقون {وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين}[المنافقون/١٠] لولا بمعنى هلا يطلب من الله يعرض عليه يلح فى طلبه أن يؤخره من أجل أن يتدارك ما فاته لولا أخرتنى إلى أجل قريب إذا وليها الفعل المضارع فهى للتحضيض بمعنى كما قلت العرض وطلب الشىء بحث بإلحاح برغبة
وإذا وليها الفعل الماضى فهى للتحضيض لكن تفيد اللوم والتنديم والمعاتبة على أنه كان ينبغى أن يفعل وما فعل هذا إذا وليها الفعل الماضى ومنه قول الله جل وعلا فى سورة الواقعة {فلولا إذا بلغت الحلقوم* وأنتم حينئذ تنظرون *ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين}[الواقعة/٨٣-٨٦] لولا الثانية تأكيد للأولى (فلولا إن كنتم غير مدينين*ترجعونها إن كنتم صادقين) هل بإمكانكم هلا فعلتم هذا وإذا كنتم يعنى غير مقهورين لرب العالمين وأنكم تتصرفون فى أنفسكم كما تريدون أعيدوا هذه الروح إن كنتم تستطيعون (فلولا إن كنتم غير مدينين*ترجعونها إن كنتم صادقين) وواقع الأمر ليس بوسع أحد أن يمد فى حياته لحظة (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)