للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والصنف الثانى شر يتفاوتون فى الشرية ما آمن بالله ومن باب أولى لا علم ولا علَّم صنف ثان آمن حصل إيمانا فى الجملة لكن هذا الإيمان ما قاده إلى شىء من الخيرات الحسان ما سمع العلم وإذا سمعه لا يعمل به ولا يعلمه بماذا استفاد إذاً منه إما أنه معرض وإما أنه يسمع كما قلت ولا يعمل ولا يعلم فهذا ملحق كما قلت بزمرة الكافرين وأمره إلى رب العالمين سبحانه وتعالى فذلك مثل من فقُه فى دين الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به

نعم إخوتى الكرام الذى ينقل العلم ويتفقه فيه يعرف معناه ما يراد منه ما يدل عليه حقيقة هذا فى درجة عالية فوق الذى ينقل العلم دون أن يعلم ما يدل عليه هذا العلم ينقل النصوص الشرعية ولا يعرف معناها يعنى يقرأ آية من القرآن تسأله عن معناها لا يعلم (تبت يدا أبى لهب وتب) ما معنى تبت يقول ما أعلم (فى جيدها حبا من مسد) يقرؤها وقد يعلمها تقول ما معنى فى جيدها فى عنقها يقول لا أعلم فعلى كل حال كما قلت فى درجة نازلة وإن حصل علما وعلمه لكن إذا فقِه فيه فحقيقة هذا يعنى فى درجة عالية وتقدم معنا إذا فقِه يعنى فهم فهو على خير وإذا فقَه سبق إلى الفهم سبق غيره إلى الفهم فالخير ازداد فيه وإذا فقُه فصار الفقه له سجية وملكة فحصل الخيرات من جميع الجهات

ولذلك حقيقة إخوتى الكرام يمتاز ساداتنا الفقهاء عن ساداتنا المحدثين وفى كل خير ولا يمكن أن يكون الفقيه فقيها حتى يكون محدثا نعم قد لا يصل الفقيه إلى درجة المحدث فى التحديث هذا موضوع آخر لكن هو ما صار فقيها إلا بعد أن صار محدثا وعرف حديث النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه