للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والسبب فى ذلك إخوتى الكرام أن الفقه أن العلم شرط لسائر الطاعات فلا تقبل إلى حسب ما يقتضيه العلم وعلى حسب العلم الشرعى ثم من يتعلم يكون على بصيرة فى هذه الحياة فيدفع عنه الشهوات والشبهات وإذا لم يتعلم يتلاعب به الشيطان فى جميع الأوقات

أختم الكلام إخوتى الكرام بهذه القصة كنت ذكرتها سابقا رواها الإمام ابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله فى الجزء الأول صفحة ست وعشرين ورواها الخطيب البغدادى فى الفقيه والمتفقه فى نفس الجزء والصفحة فى الجزء الأول صفحة ست وعشرين والأثر إخوتى الكرام رواه وذكره الإمام ابن القيم فى مفتاح السعادة وهو آكام المرجان ورواه الإمام السيوطى أيضا فى لقط المرجان

ولفظ الأثر قال شياطين الجن للإمامهم سيدهم إبليس عليه وعليهم لعنات ربنا العزيز قالوا له يا سيدنا علامَ تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد والعالم لا تصيب منه والعابد تصيب منه, العابد أنت تفتنه تغويه تضله وهو لا يشعر وإذا مات لا تفرح بموته وأما العالم إذا مات تفرح بموته مع أنك لا تصل إليه يعنى لا تغويه فأنت ينبغى أن تفرح بموت العالم, العالم تفرح بموته ينبغى أن تغتم لموت العالم لأنك يعنى ما تستفيد منه أما ذاك يعنى إذا مات العابد لا تظهر الفرح يعنى لمَ؟ وإذا مات العالم تفرح غاية الفرح مع أنك لا تنال من العالم شيئا ولا تصل إليه علامَ تظهر الفرح

فقال لهم إبليس أريكم ماذا يفعل بنا العلماء وماذا نفعل بالعباد ثم أخذهم وذهبوا إلى عابد فى أول الأمر وقالوا له ويأتى بسورة سائل ويتشكل بصور مختلفة نسأل الله أن يكفينا شره إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين جاء إلى العابد وقال له هل يقدر ربنا أن يوجد هذه الدنيا فى بيضة؟ هل يمكن أن يدخل الله هذه الدنيا على سعتها فى بيضة؟