قال ما تقولون قالوا أنت ربنا أنت إلهنا قال ويحكم أنا بشر مثلكم إن أطعت أثابنى وإن عصيت عذبنى ارجعوا عن قولكم فسكتوا وأخرجهم فقيل لسيدنا على رضى الله عنه فى اليوم الثانى عادوا لما قالوا
فقال أدخلوهم علىَّ فعل هذا ثلاثة أيام فى اليوم الثالث أبوا أن يرجعوا وقالوا أنت إلهنا أنت ربنا فحبسهم
وقال لغلامه خدوا الأخاديد وخدت الأخاديد وحفرت فى الطرق من قصره رضى الله عنه فى الكوفة إلى مسجده ثم أبرم فيها النار ثم قدمهم سيدنا على على أنهم إذا لم يرجعوا عن ذنبهم وضلالهم ستضرب رقابهم ويحرقون قالوا أنت إلهنا انت ربنا فقتلهم ثم حرقهم وقال
إنى إذا رأيت أمرا منكرا أججت نارى ودعوت قندرا
لما رأيت الأمر أمرا منكرا أججت نارى ودعوت قندرا
قال الحافظ سند الرواية كما قلت حسن من رواية أبى طاهر المخلص انظروا تفصيل الكلام على هذه القصة فى الفِصل للإمام ابن حزم فى الجزء الرابع صفحة اثنتين وأربعين ومائة وفى منهاج السنة النبوية للإمام ابن تيمية عليهم جميعا رحمات رب البرية فى الجزء الأول صفحة سبع ثلاثمائة
إذاً سيدنا على رضى الله عنه يفعل شيئا يعلق عليه ابن عباس لما تقدم لو كنت مكانه لقتلتهم من بدل دينه فاقتلوه ولما حرقتهم لا تعذبوا بعذاب الله
حقيقة هذا هو الفقه وهذا هو الاستنباط وقد يغيب على يعنى الفاضل ما يظهر للمفضول فسيدنا على رضى الله عنه حقيقة أفضل من سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم وأرضاهم وأعلم لكن هذا يبقى كما قلت فيه أثر الدعوة النبوية على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل
والخصوصية لا تقتضى الأفضلية لا لأنه أفضل من سيدنا عمر إذا فاقه فى الفهم فى بعض القضايا
أختم الكلام إخوتى الكرام على شىء من فقهه وعلمه فى هذا المثال الذى سأذكره من ضمن ما وقع له فى تفسير قول الله جل وعلا