كانتا رتقا أى فى ظلمة لا تُرى السموات ولا ترى الأرض ولا يرى ما فيهما ولعل هذا يعود للمعنى الثانى لأنه إذا كانتا ملتحمتين فكما قلت لا ترى هذه من هذه ولعله يعود للمعنى الأول إذا كانت السماء لا تمطر والأرض لا تنبت إذاً لا يوجد مخلوقات تعيش على الأرض تنتفع بها لترى هذه وهذه لعله يعنى شيخنا عليه رحمة الله فى أضواء البيان يقول هذا المعنى الرابع يمكن أن يعود للثالث يمكن أن يعود للأول
المعنى الخامس كانتا رتقا هذا الالتحام والانضمام يراد منه كانتا عدما يعنى كأنه لما كانتا لا تريان ولا تظهران كأنهما ملتحمتين مضمومتين لكن فى عالم العدم لا فى عالم الوجود ففتق الله كانتا رتقا ففتقناهما أى أخرجناهما من العدم إلى الوجود
كما قلت الأول الذى نقل عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما هو المعتمد وعليه المعول فى تفسير هذه الآية
وقد قواه شيخنا عليه رحمة الله فى أضواء البيان فى أربعة أمور:
أولها قال الرؤيا بصرية هنا (أو لم ير الذين كفروا) وهذا الذى رأيناه وهذا الذى رآه العباد نحن ما رأينا السموات سماء واحدة وانفصلت إلى سبع وما رأينا الأراضين واحدة وانفصلت إلى سبع وما رأينا الأرض ملتحمة مع السماء وانفصلت هذه عن هذه ولا رأينا أن السموات والأرض كانتا فى ظلمة أو فى عدم هذا كله ما رأيناه الذى رأيناه سماء تمطر والأرض تنبت {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} نحن رأينا هذا الفتق وهو نزول الماء وخروج النبات
الأمر الثانى الذى يرجح هذا المعنى ويقويه أو كما قلت تفسير ترجمان القرآن أن الله جل وعلا قال فى هذه الآية (وجعلنا من الماء كل شىء حى) كأنه يقول بأن هذا الماء الذى حصل به الفتق فتق رتق السماء وفتق رتق الأرض هو عماد الحياة {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}[الأنبياء/٣٠]