والحديث الرابع إخوتى الكرام تدارسناه فى الموعظة الماضية وأكمل ما يتعلق به فى هذه الموعظة بعون الله وتوفيقه دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام لابن عمه سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما أن يفقهه فى الدين وأن يعلمه التأويل وقلت هذا يدل على منزلة الفقه فى الدين وعلى منزلة تفسير وفهم كلام رب العالمين وهذه المنزلة تقدم معنا أهَّلت سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أهلته إلى أن يُقدَّم على البدريين من المهاجرين والأنصاريين رضى الله عنهم وأرضاهم قُدم عليهم بسبب التفقه فى الدين وكان ثانى الخلفاء الراشدين سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه يستشيره ويأخذ بقوله ويقدم قوله على من عداه كما تقدم معنا ختمت الموعظة إخوتى الكرام بنماذج من فقهه وتأويله وحسن فهمه واستنباطه رضى الله عنه وأرضاه وصلنا إلى أمر سأتكلم عليه فى هذه الموعظة وعلى ما بعده وأنهى الكلام كما قلت على هذا الأمر فى هذه الموعظة بعون الله وتوفيقه
ثناء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين على سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما واعترافهم بفضله وتقدم معنا هو شاب حدَث السن لما توفى نبينا عليه الصلاة والسلام كان عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما قد ناهز الاحتلام وانظر لهذه المنزلة التى له عند الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
روى الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير والحاكم فى المستدرك وأبو نعيم فى كتاب الحلية عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه أنه كان يقول فى سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين (ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول)
وإذا منَّ الله على العبد بهاتين النعمتين فقد اكتملت عليه النعمة, يسأل عما ينفعه بلسانه ثم يقيده ويضبطه بقلبه وجنانه اكتملت النعم وهذا الذى حصل من سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما سأل وقيد وضبط ثم زاد كما تقدم معنا فحص وغاص واستنبط فهو له لسان سؤول وقلب عقول