قال صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا معه فسمعناه يقول (إن بين يدى الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام أخلاقهم بعرض من الدنيا قليل)
قال الحسن البصرى
(لقد رأيناهم والله صورا ولا عقول أجساما ولا أحلام فراش نار وذبان طمع يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع دينه بثمن العنز) نسأل العافية والسلامة من سخطه ونسأله أن يثبتنا على طاعته بفضله ورحمته
لقد رأيناهم والله صورا ولا عقول أجساما ولا أحلام فراش نار يتهافتون على الدنيا ويتهالكون عليها وذبان طمع كيف يعنى تقع فى المربى والدبس والعسل عندما تراه وفى ذلك حتفها وموتها فراش نار وذبان طمع لقد رأيناهم والله صورا ولا عقول أجساما ولا أحلام فراش نار يبيع أحدهم دينه بثمن العنز
والحديث إخوتى الكرام فى إسناده مبارك ابن فضالة قال الهيثمى فى المجمع وثقه جماعة وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح ومبارك حكم عليه الحاكم فى التقريب بأنه صدوق فحديثه لا ينزل عن درجة الحسن وروى له البخارى فى صحيحه تعليقا وحديثه فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى وقد جزم الإمام الذهبى فى السير فى الجزء السابع صفحة أربع وثمانين مائتين فقال وهو حسن الحديث فالحديث لا ينزل عن درجة الحسن والعلم عند الله جل وعلا
وهذا الحديث إخوتى الكرام حقيقة يعنى له شواهد كثيرة ويتحدث كما قلت عن واقعنا أن العقول ذهبت كما قال سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما تعرج فيه العقول عقول الناس فى ذلك الوقت حتى لا ترى أحدا ذا عقل
وهنا كذاك كما أشار نبينا صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد فى السند أيضا والإمام ابن ماجة فى السنن وإسناد الحديث صحيح من رواية سيدنا أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه وأرضاه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدى الساعة لهرجا وقال رجل يا رسول الله عليه الصلاة والسلام وما الهرج