للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقصة إخوتى الكرام كل من ترجم لسيدنا أبى سليمان داود ابن نصير ذكر هذه فى ترجمة أبى نعيم فى الحلية والخطيب فى تاريخ بغداد وانظروها فى السير فى الجزء السابع صفحة اثنتين وعشرين وأربعمائة جلس أبو سليمان بعد ذلك سنة كاملة فى مجلس أبى حنيفة لا يحرك شفتيه ولا يتكلم كلمة كأنه جذع شجرة حتى مَهَرَ فى الفقه وعلم يعنى ما ينفعه فى دينه ودنياه ثم بعد ذلك تفرغ لعبادة مولاه وصار من إمام العُبَّاد والزهاد وهو كما قلت من الفقهاء الكبار رضوان الله عليهم أجمعين أبو سليمان داود ابن نصير

لما احتضر وتأخرت وفاته وبقى أهل بغداد ثلاثة أيام ينامون بجوار بيته ويتركون بيوتهم خشية أن يموت هذا العبد الصالح فجأة فلا يعلمون بموته فلا يشهدون جنازته من حبهم وتعلقهم به رضى الله عنهم أجمعين فكما قلت فى مجالسهم خشية لله وتعلُّم لهذه الأحكام,

فأخشى أن يقرأ بعض الناس كلام الإمام الغزالى ومن وافقه ويقول هذه العلوم كلها قشور والعلم مرذول, الأصل أن نعلق القلب بالرب سبحانه وتعالى, كيف؟

على حسب شرع الشيطان لا على حسب شرع الرحمن

لا يا عبد الله انتبه لنفسك انتبه لنفسك إخوتى الكرام

هذا العلم نعم فُصل يعنى كان يلقى كما قلت بطريقة الخشية وفيه آيات وأحاديث ومواعظ ورقاق لكن لما بعد ذلك جُرِّدت الكتب المباحث الفقهية جعلت فى كتب خاصة بها مباحث التوحيد فى كتب خاصة بها, مباحث بعد ذلك الوعظ والتذكير فى كتب خاصة بها لكن كما قلت يعنى عند الإلقاء أئمتنا ينسجون الفقه بأمور الوعظ والرقاق ويذكرون الناس بالخشية من ربهم سبحانه وتعالى