وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين
وأشار ربنا جل وعلا إلى هذه الرحمة العظيمة الكبيرة التى هى أعظم رحماته علينا فى سورة العنكبوت فقال جل وعلا
{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون *وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون *وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون *بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون *وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة (عظيمة واسعة كبيرة لا يمكن أن يحاط بقدرها والتنكير للتعظيم هم يطلبون آيات محسوسة من انشقاق قمر ومن يعنى غير ذلك من الآيات التى يقترحونها) أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون *قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت/٤٦-٥٢]
الفارق السابع من الفروق المعتبرة شرع الله جل وعلا لا تناقض فيه ولا تضارب ولا خلل ولا فساد
وشرائع المخلوقات متهافة فاسدة متضاربة ينقض بعضها بعضا ولذلك يستحسنون اليوم ما يستقبحونه غدا ويستحسنونه غدا ما استقبحوه فى هذا اليوم وهكذا تغيير واضطراب وفساد ثم بعد ذلك هى متهافة متعارضة فيما بينها هنا شريعة وهناك شريعة وهناك شريعة وكلها ضلالات وتناقضات شريعة الله لا تناقض فيها لا اضطراب لا خلل لا فساد
أشار رب العباد إلى هذا فى سورة النساء فقال جل وعلا
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}[النساء/٨٢]