{وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} [الشورى/٥٢-٥٣]
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) هو حياة العالم وهو روح الوجود وكل ما لم تطلع عليه كما قلت يعنى الرسالة الربانية والشريعة الإسلامية فهو مظلم ميت ملعون
ثبت فى سنن الترمذى سنن الإمام ابن ماجة وقال الترمذى هذا حديث حسن غريب من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(الدنيا ملعونة ملعون فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما)
وتقدم معنا الحديث إخوتى الكرام ضمن مواعظ الترغيب فى مُدارسة العلم والحديث رواه الإمام البزار فى مسنده بلفظ عن سيدنا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ
(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله تعالى)
ورواه الطبرانى فى معجمه الكبير عن سيدنا أبى الدرداء رضى الله عنهم أجمعين بلفظ
(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتُغى به وجه الله منها)
ورواه الإمام أبو نعيم فى الحلية والضياء المقدسى فى الأحاديث الجياد المختارة عن سيدنا حابر ابن عبد الله رضي الله عنهما عن نبينا رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها))
واجمع هذه الروايات الأربعة رواية أبى هريرة وابن مسعود وأبى الدرداء وجابر ابن عبد الله رضى الله عنهم أجمعين تخرج بنتيجة
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان بالله ولله ما ستعان بالله وكان خالصا لله
هذا الذى خرج من اللعنة وهذا الذى فيه الحياة وهو الذى يحق أن يتصف بالوجود وما عدا ذلك فكأنه مفقود وهو ميت وفى ظلمة إلا ما كان لله منها