ووصلنا إلى الفرق الخامس عشر ألا وهى أنها جنسية عظيمة فوق الجنسيات جنسية فوق الجنسيات فى هذه الجنسية وحدة حقيقة بين المكلفين والمكلفات فى هذه الحياة عن طريق توحيد المشاعر والأفكار والعقائد والأعمال فهذه الأمور تنتج بعد ذلك بين عباد الله الأخيار وجدانا مشتركا مهما تعددت أفرادهم كأنهم شخص واحد وهو كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يتساوون فيما يحبون وفيما يكرهون ونظرتهم تستوى فى هذه الحياة إلى جميع الأشياء تحليلا وتحريما, حبا وبغضا, قربا وبعدا عندما وحَّد الإسلام بينهم فى أفكارهم ومشاعرهم وأعمالهم وعقائدهم فهم ذوات متعددة لكنهم فى الحقيقة شخص واحد
إخوتى الكرام كما قلت هذه الجنسية العظيمة التى من الله بها علينا وهى الإسلام ننتمى إليه ونفتخر بذلك وهو دين ذى الجلال والإكرام قلت كما تقدم معنا أعلى الجنسيات فكل مَن كان عبدا لرب الأرض والسماوات دخل فى هذه الجنسية إذا وحد الله جل وعلا
{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}[الأنبياء/٩٢]
{وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}[المؤمنون/٥٢] والله جل وعلا خلقنا من أبوين مباركين من أبينا سيدنا آدم وأمنا سيدتنا المباركة حواء على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام فنحن إذاً بعد ذلك إخوة فى الإنسانية وإخوة فى شريعة رب البرية
{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}[الحجرات/١٣]
إخوتى الكرام هذه الجنسية هى الجنسية الحقة على التحقيق وهى التى ربطت بين الناس برباط محكم وثيق فجعلت الناس كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد يألم كل واحد لصاحبه ويشد كل واحد أزر أخيه وأزر صاحبه هذه الجنسية العظيمة وهى جنسية الإسلام