ولذلك كان سيدنا سيدنا أبو ذر بعد ذلك لئلا يتميز على غلامه وعلى عبده وعلى رقيقه يسوى بينه وبين عبده فى كل شىء حتى اللباس لئلا يتميز على أحد ما دام الأمر فيه خطورة
على ساعتى هذه من كبر السن وأنا جاهلى قال نعم إنك امرؤ فيك جاهلية وأنت كبير السن وأصدق هذه الأمة لهجة وأنت وأنت لكن فى هذا الأمر زل قدمك
وقد بوَّب البخارى على هذا الحديث فى كتاب الإيمان بابا فقال المعاصى من أمر الجاهلية انتبه ولا يَكفر صاحبها بارتكابها إلا الشرك قال البخارى بقول النبى صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبى ذر:
إنك امرؤ فيك جاهلية ثم ساق الحديث هذا ليس بكفر ما كفر هو وما استحل هذا لو استحل الإنسان هذا حقيقة يكفر إنما يعنى طياشة بشرية خرجت من غير كما يقال قصد وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون لكن هذا من خصال الجاهلية المعاصى من أمر الجاهلية ولا يَكفر صاحبها بارتكابها إلا الشرك لقول النبى عليه الصلاة والسلام إنك امرؤ فيك جاهلية وقول الله عز وجل
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}[النساء/٤٨]
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}[النساء/١١٦]
إخوتى الكرام هذا فيما يتعلق بهذه الجنسية التى كما قلت هى جنسية حقيقية وهذه فى الحقيقة هى تؤلف بين سائر أفراد البشرية الإنسانية هذا آخر الفروق كما قلت بين شرع الخالق والمخلوق بعد ذلك كما قلت بقى أمر نتدارسه فى المواعظ الآتية بعون الله ما حكم من خرج عن هذه الشريعة الربانية إلى الشريعة البشرية الغوية نتدارس هذا فى الموعظة الآتية بعون الله وتوفيقه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
اللهم إنا نسألك من كل شىء أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك فى الدنيا والآخرة