هذه الآيات نازلة فيهم واقرأ الآيات واقع الأمر سياقها يدل على ذلك {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون *وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون *وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين *وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}[المائدة/٤٦-٤٧]
هذه الآيات كلها فى سياق ما ذُكر لأهل الكتاب إنها فى أهل الكتاب قول اول
قول ثانى هى فيهم ويراد بها جميع الناس
أى كل من اتصف بهذ الوصف على أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب والوقائع التى نزلت فيها
القول الثالث
كما قلت هذا فى كتب التفسير هى فيهم فى أهل الكتاب لكن تشمل المسلمين من باب أولى, انتبه هناك يقول فيهم وفى غيرهم على السواء إنما هنا يقول إذا كان أهل الكتاب يكفرون ويظلمون ويفسقون إذا لم يحكموا بالتوراة والإنجيل فنحن إذا لم نحكم بكلام الله الجليل يثبت لنا هذا الوصف من باب أولى فقد أنزل الله علينا أفضل كتبه وبعث إلينا أعظم رسله على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه فإذاً عدم تحكيم شريعته والاحتكام إليها كفر من باب أولى على القول الثانى يعنى فيهم وتشمل من اتصف بهذا هنا فيهم ونحن نُعَيَّرُ بذلك من باب أولى فإذا كان اليهود يكفرون إذا لم يحتكموا إلى التوراة فنحن من باب أولى نكفر إذا لم نحتكم إلى كلام رب الأرض والسماوات