للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إخوتى الكرام ينبغى أن نعلم فى ختام المبحث أن من استباح القوانين الجالهلية فهو كافر برب البرية

وللإمام ابن كثير عليه وعلى أئمتنا رحمات ربنا الجليل فى هذا كلام محكم جليل سأقرأه عليكم من تفسيره فى الجزء فى صفحة سبع وستين عن قول رب العالمين:

{أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} [المائدة/٥٠]

وأختم الكلام على هذه المسألة بكلامه رحمة الله ورضوانه عليه يقول: (ينكر تعالى على من خرج عن حكْم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهى عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التى وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله عز وجل كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذى وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصار فى بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحكم سواه فى قليل ولا كثير قال تعالى:

(أفحكم الجاهلية يبغون) أى يبتغون يريدون وعن حكم الله يعدلون (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) أى ومن أعدل من الله فى حكمه لمن عقل عن الله شرعه وآمن به وأيقن وعلم ان الله أحكم الحاكمين وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها فإنه تعالى هو العالم بكل شىء القادر على كل شىء العادل فى كل شىء)