للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويقيننا ليس غلبة الظن أن ابن أبى ذئب ندم على هذه الكلمة لكن كل بنى آدم خطاء والتسرع حقيقة خطأ فهنا قلت لوكان ورعا استمع كما ينبغى!! هذا هو الورع كما ينبغى هذا لا يوجد إلا فى الأنبياء الكرام هم المعصومون ومن عداهم لا يسلم من زلة على نبينا وأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه لو كان ورعا كما ينبغى لما قال هذا الكلام القبيح فى حق إمام عظيم فمالك استمع للإلتماس العذر ولبيان صحة قول الإمام مالك والذهبى شافعى يعنى يرى ان التفرق تفرق بالأبدان لكن يا إخوتى لابد من إنصاف علماء الإسلام لابد وهذا فهم شرعى معدود على أنه من أحكام الشريعة لا يجوز التسفه عليه فمالك إنما لم يعمل بظاهر الحديث استمع لعلتين:

الأولى لأنه رآه منسوخا وقيل عمل به وحمل قوله حتى يتفرقا على التلفظ بالإيجاب والقبول فمالك فى هذ الحديث وفى كل حديث له أجر ولابد فإن أصاب ازداد آخر وإنما يرى السيف على من أخطأ فى اجتهاده الحرورية وهم الخوارج شر البرية الذين يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ونسبوا إلى الحرورية إلى بلدة حاروراء بظاهر الكوفة عندما اجتمعوا فيها وتعاقدوا على حرب وتكفير سيدنا على رضى الله عنه وأرضاه وإنما يرى السيف على من أخطأ فى اجتهاده الحرورية

وبكل حال فكلام الأقران بعضهم فى بعض لا يعول على كثير منه فلا نقصت جلالة الإمام مالك بقول لأبى ذئب فيه ولا ضعف العلماء ابن أبى ذئب بمقالته هذه

خلص غضب وانفعال لا تقف يا عبد الله عندها كثيرا يعنى بشر وزل لا الإمام ابن أبى ذئب يضعف بهذه الكلمة الخشنة والإمام مالك ما نزلت مكانته ورتبته بكلام ابن أبى ذئب فيه يعنى ليس أنه كلام لغو لا أثَّر فى القائل ولا فى المقول أوليس كذلك؟ ولا ضعف العلماء ابن أبى ذئب بمقالته هذه بل هما عالما المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه فى زمانهما رضى الله عنهما

هذا هو الإنصاف وهذه هى الديانة