للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيطعم بحسناته التي عمل بها في هذه الحياة الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنةٌ يجزى بها] فأعطاه الله جزاء ما عمل في هذه الحياة عندما سخر له الهواء والماء والغذاء والكساء وغير ذلك من نعمه التي لا تحصى {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} إذاً أم الثوب في الآخرة يضيع وكوفئ الكافر على عمله في هذه الحياة أما في الآخرة فلا ينتفع بعمل ما دام كافراً بالله مشركاً به جل وعلا كما قال الله جل وعلا {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ} والرماد هو الحطب إذا احترق {أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصفٍ لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد} وضرب الله مثلاً أي ضل أعمال الكفار في سورة النور بل مثلين فقال جل وعلا: {والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} هذا هو المثل الأول، أعمال الكافر في هذه الحياة يتوقع عليها نفعاً هو في ظنه ووهمه بعد الممات لا حقيقة لذلك حاله كحال من ينظر إلى السراب، وهو ما يتراء من ماءٍ لمن ينظر في شدة الحرارة عند الظهيرة في صحراء، لو نظر الإنسان إلى الصحراء إلى الأرض الممتدة الصحراء الواسعة عند الظهيرة لتراء له أنه يوجد أمواج من المياه يركب بعضها بعضا لكنه إذا اقترب من ذلك المكان الذي يخيل إليه أنه فيه ماء تبين أنه لا يوجد ماءٌ إنما هو سراب تراء له ولا حقيقة له، وهكذا عمل الكافر {الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعةٍ} بأرض ممبسطةً، والسراب ما يتراء للناظر أنه ماءٌ عند شدة الحر وليس بماءٍ {كسراب بقيعةٍ حسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} والمثل الثاني {أو كظلمات في بحر لجيٍ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} .