الشرط الثاني لقبول العمل ليكون صالحا وليقبل عند الله عز وجل إتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما نقوم به من أعمال، هذه الأعمال التي تصدر منا بعد أن أمنا بربنا ينبغي أن تكون حسب شرع رسولنا - صلى الله عليه وسلم - المبلغ عن الله جل وعلا سواءٌ في عقائدنا سواءٌ في عبادتنا سواءٌ في معاملاتنا سواءٌ في أخلاقنا وآدابنا سواءٌ في عقوباتنا وتأديبنا لغيرنا وحبنا وبغضنا له كل هذا ينبغي يأخذ من مشكاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يكون على حسب شرعه وأن لا يكون للإنسان إمام في هذه الحياة إلا المصطفى عليه صلوات الله وسلامه، ونسأل الله أن يدعونا به يوم القيامة {يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم} نسأله أن ينادينا يوم القيامة يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام ويا أتباع النبي عليه الصلاة والسلام يوم ندعو كل أناس بإمامهم، فلابد من متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع الحركات والسكنات فمن آمن بالله وعمل بعد ذلك على حسب رأيه وهواه وعرفه وعادته فعمله مردودٌ عليه، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد] وفي رواية لمسلم [من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد] عمل عملاً ليس عليه هدي النبي عليه الصلاة والسلام وهذا العمل لم يوافق شرع النبي عليه الصلاة والسلام فهو مردودٌ على فاعله سواءٌ كان من المؤمنين أو لا، وهو مردودٌ على فاعله سواءٌ أرد به الترقب الله أو لا فلا يقبل العمل عند الله إلا إذا كان موافقاً لشرع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع الحركة والسكنات فإذا عمل الإنسان عملاً ليس عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فعمله مردودٌ عليه.