للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضي بالشيء إذا قنع به ولم يطلب سواه، وعليه من قنع بأن معبوده هو الله فلم يعبد غيراً معه، وقنع ورضي أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم إماماً له في هذه الحياة فلم يتبع غيره، وقنع ورضي بأن يكون الإسلام شريعة له في هذه الحياة، فلا يحكم شريعة ولا نظاماً في حياته غير نظام الإسلام، حقيقة إذا وجدت هذه الأمور الثلاثة في الإنسان، عبد الله وحده لا شريك له فلم يعبد غيره، واتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل له إماماً غيره في هذه الحياة، واحتكم إلى شريعة الإسلام في جميع شئونه في حركاته وسكناته، سيترتب على هذا ثمرة ولابد ألا وهي، أن يذوق طعم الإيمان، ذاق طعم الإيمان، وهذا الطعم هي الحلاوة التي تخالط قلب الإنسان، والشاشة التي تباشر نفسه، بحيث إذا وجدة تلك البشاشة والحلاوة في قلب الإنسان وفي نفسه ينقاد بعد ذلك طواعية لربه ولا يمكن في أن يرجع عن نور الله وعن هداه، وإنما رجع من رجع وارتد من ارتد، من ارتد، لأنه لم يصل، ولو وصل إلى هذه الحلاوة لما رجع، [ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا] سيذوق للإيمان طعماً حلاوة تتضائل بجانبها جميع الحلوات الحسية التي يلتذ بها بنو آدم.

إخوتي الكرام:

لكن هذا الطعم للإيمان لا يذوقه إلا من وجدت فيه هذه الأمور، معبوده ربه هو الله وحده لا شريك له، وأما إذا عبد مع الله إلهاً آخر من درهم، فتعس عبد الدرهم، وهو في شقاء ونكد وبلاء، من زوجة، تعس عبد الزوجة، من ثوب وخميصة، تعس عبد الخميصة.

إذاً لابد أن يفرد الله في العبادة، ثم يفرد النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة، ويحتكم إلى الشريعة التي أنزلها الله على نبيه عليه الصلاة والسلام، فأفرد الله بالعبادة، وأفرد النبي عليه الصلاة والسلام بالمتابعة، وعبد الله حسب ما يحب مريداً بذلك وجه.