للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يذكر عبد الله بن مسعود في أثره وفي حديثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله جل وعلا {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلالٍ مبين} ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -[إن النور إذا دخل القلب انشرح له الصدر] إن النور إذا دخل القلب سكنه، {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} هذا النور إذا دخل قلب الإنسان ينشرح له صدره، فقال الصحابة الكرام يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[هل لذلك الشرح من علامة؟] إذا انشرح صدر الإنسان ذاق طعم الإيمان، ذاق حلاوته، اطمئن قلبه، هل لذلك من علامة يختبر بها تلك الدعوة؟ قال عليه الصلاة والسلام: [نعم] لذلك علامة لذلك الشرح عند حصول النور في القلب، [التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله] ومن عزفت نفسه عن الدنيا، والدنيا هي باختصار كل ما شغلك عن الله، وليس معنى الدنيا أنك لا تملك مالاً، أو تسكن في بيت، لا ثم لا: كل ما شغلك عن الله فهو دنيا مذموم من مالٍ من لباسٍ من زوجةٍ من ولدٍ من عقارٍ من غير ذلك، وإذا كان هذا في يدك لا في قلبك فلا حرج عليك ولا لوم ونعما المال الصالح لرجل الصالح، كل ما شغلك عن الله مذموم فهو شؤمٌ عليك،

تجافى عن دار الغرور لكن شتان بين سكنت الدنيا قلبه وجعلته مطية لها، وبين من كانت في يده وهي مطية له، شتان شتان، شتان من يعبد الدنيا وبين من تكون الدنيا عبداً عنده وخادماً له.

التجافي عن دار الغرور يبتعد عنه لا يركن إليها، لا تشغله عما أمر الله به.