أول هذه الصفات التي ينبغي أن تكون من العباد نحو بيوت الله جل وعلا ونحو المساجد، في بيوت أذن الله أن ترفع، أذن: الإذن في اللغة: الإعلام والترخيص في الشيء، رخص الله وأعلم أنه أباح للناس وجوز لهم رفع المساجد، أذن: الإذن معناه الإعلام والترخيص كما قال جل وعلا في آخر سورة النور: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتى يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفورٌ رحيم} .
إذا كان المؤمنون مع رسول الله عليه صلوات الله وسلامه أو مع وليَّ الأمر المسؤول عنهم لا يجوز لواحد منهم أن يتخلف ولا أن يفارق إلا بعد أن يستأذن وأن ترخص وأن يستأذن له النبي عليه الصلاة والسلام أو وليُّ أمره المسؤول عنه، {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} أعلمهم بالترخيص وأنك أحبت لهم الذهاب، ولكن هذا الذهاب مهما كان لضرورة ملجئة مهما كان في ذلك حرمان اجتماع بالنبي عليه الصلاة والسلام وحرمان هذا الخير العام الذي يكون عباد الرحمن وهم على خير جامعٍ إذاً هناك شيء من التقصير من المستأذن فأتبع الإذن بالاستغفار {فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفورٌ رحيم} الأذن معناه الأذن بالترخيص في الشيء. {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} رخص لهم في قتال أعدائهم بعد أن منعوا ذلك بقول الله جل وعلا {ألم تر الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} .