وسأتبعها بثلاثة أخرى لازالت المباحث تتعلق بالطاعات التي تدخل في هذه الجملة [وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلىَّ ممَّا افترضْته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه] ، أما ما يتعلق بمحبة الله لعبده، وما يترتب على هذه المحبة من آثار فتحت ذلك مبحث طويل جليل جميل يأتي في المواعظ الآتية إن أحياناً ربنا الجليل، إنما في هذه الموعظة سندارس ثلاثة أمور تتعلق بالطاعات أيضاً نكمل بها المباحث الثلاثة المتقدمة، فيصبح مجموع المباحث معنا ستةُ فيما يتعلق بالطاعات.
المبحث الأول الذي سنتدارسه: الطاعةُ المتعدية أعظمُ أجراً عند الله من الطاعة القاصرة.
والأمر الثاني: فعل المأمور أعظم أجراً من ترك المحظور، كما أن ترك المأمور أشنع وأخبث وأبشع من فعل المحظور، وأقرر هذا بالأدلة والبيان -إن شاء الله-.
والأمر الثالث: الصلة بين النوافل والفرائض.
أما المبحث الأول:
وهو أن الطاعة المتعدية أفضل من الطاعة القاصرة.
إخوتي الكرام: يراد بالطاعة المتعدية ما يصل أثرها إلى عباد الله -جل وعلا-، ما يصل نفعُها خيرُها إلى عباد الله ـ ويراد بالطاعة القاصرة ما بينك وبين ربك -جل وعلا-، فالطاعة المتعدية التي يصل نفعها إلى العباد أعظم أجراً من الطاعة القاصرة التي بينك وبين ربك -جل وعلا-، وقد وضح هذا نبينا –صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الكثيرة.