للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأثر أمنا عائشة -رضي الله عنها- وهو صحيحٌ أيضاً قالت: (كان النساء من بني إسرائيل يلبسن الأرجل من الخشب: أي يلبسن أرجلاً خشبية أي نعالاً من الخشب في أرجلهن، يلبسن الأرجل من الخشب، وكانت المرأة تذهب إلى الرجل تتشرف للرجال ـ تتطلع إليهم لأجل أن تظهر مرتفعةً بارزةً عاليةً، فلما فعلن ذلك منعن من المساجد وألقى الله عليهنَّ الحيض) وقول أمنا عائشة وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- (وألقى الله عليهنَّ الحيض) لا ينبغي أن يستشكله أحدٌ منا، فيقول الحيض موجود قبل بني إسرائيل في النساء، فلا إشكال كما حقق هذا الإمام ابن حجر في فتح الباري عند كتاب الحيض من صحيح البخاري كيف كان بدء الحيض، وتوهم بعض العلماء، فظن أن بدء الحيض كان في بني إسرائيل، عندما فعل النساء، ما فعلن من لبس الأرجل الخشبية، فألقى الله عليهن الحيض، ليجلسن في بيوتهن فترة طويلة، ثم منعن من دخول بيوت الله، توهم بعض العلماء ذلك وليس هذا بمراد فالحيض موجودٌ قبل بني إسرائيل وقد قال الله في كتابه: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (١) فضحكت، وقد ذكر أئمتنا ثلاثة معاني للفظ الضحك هنا:

أولها: ما رواه الطبراني بإسنادٍ صحيحٍ، عن عبد الله بن عباسٍ -رضي الله عنهما- ضحكت: حاضت، وزوجة خليل الرحمن إبراهيم -على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه- سارة قبل بني إسرائيل وخليل الرحمن إبراهيم -على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه- قبل بني إسرائيل {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيَّاً وَلا نَصْرَانِيَّاً} (٢) فضحكت: أي حاضت، وهذا منقول عن عبد الله بن عباسٍ كما قلت -رضي الله عنه وأرضاه-.

ضحكت: الضحك المعروف.


(١) سورة هود: ٧١
(٢) سورة آل عمران: ٦٧