إن الإسلام الذي أمرنا بالمحافظة على العرض بدافع الغيرة، هذا الدافع وهو دافع الغيرة يستمد قوته كما قال أئمتنا من الروح البشرية التي يتميز بها الإنسان على سائر الحيوانات البهيمية. وإن الاختلاط والتحلل والمجون والفسوق تستمد قوتها من الشهوات الغريزية البهيمية. فالإسلام أمرنا أن نصرف الشهوة الغريزية البهيمية في مصرفٍ شرعي، وأمرنا بعد ذلك أن نحافظَ على الأعراض وأن نمتنع وأن نمنع الفساد، وأما الحياة الغربية الردية فقد ضحت بالروح الإنسانية، وبكل فضيلةٍ كريمةٍ عليةٍ من أجل الشهوات الخسيسة البهيمية، والرجل الغربي الردي منطقه في هذه الأيام يقول: إذا ضحيت بزوجتي أو ببناتي أو بمحارمي فغاية ما أضحي به عشر نسوةٍ أو مائة امرأةٍ لكني أتمتع بآلاف النساء فالمربح أكثر من الخسارة، فالمربح أكثر من الخسارة، وهذا ما يقوله كل غربيٌ عفنٌ ردي.
وهذا الأمر الذي انتشر في بلاد الغرب باسم الدعوة إلى الحب والسلام، وكأن المراد من الحب والسلام حبٌ ووئام بين الجنسين على الدوام، وما الحفلات العامةُ الراقصةُ الماجنةُ التي تقام في هذه الأيام في بلاد الغرب وفي غيرها إلا حفلاتُ قرانٍ عام، وهذا الذي يفعله الغربيون عليهم لعنات الحي القيوم، هذا الذي فعلوه ويفعلونه لو لم يكن عند الغرب ما يستر سوءتهم من قوة مادية في هذه الأيام لأدى هذا الاختلاط المشين، هذا الاختلاط القبيح، هذا السفور والتحلل لعد وكفى به لعُد سواد وجهٍ في من يفعله فيهم وفي غيرهم، وإذا كان الغربيون فعلوا هذه السوءة وهذا الدنس وستروا سوءتهم قوتهم، فأيُّ قوة لنا؟ جئنا قلدناهم خسرنا الدنيا والآخرة.