الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالماً، أو متعلما، وفي بعض رواة الحديث [الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما أريد به وجه الله منها] وفي بعض الروايات [الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما أريد به وجه الله منها، إلا ما ابتغي به وجه الله] وفي بعض الروايات [الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا أمر بمعروفٍ، أو نهيٍ عن منكر، أو ذكر الله جل وعلا] وخلاصة الكلام كل ما في هذه الدنيا ملعون، إلا من أطاع الحيَّ القيوم، الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، وعالماً، أو متعلما، فكيف يتلهى هؤلاء الأخيار بهذه الدنيا التي ليس لها قدر واعتبار عند العزيز الغفار سبحانه وتعالى.
إخوتي الكرام: أخبرنا الله في كتابه في كثير من الآيات عن حقيقة هذه الدنيا، وعن أحوالها، فكيف يركن إليها من يعمرون بيوت الله، ونُعِتُوا بأنهم رجال؟ يقول الله جل وعلا في سورة الأنعام {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلْذِينَ يَتْقُونَ أفَلا تَعْقِلُونَ}(١) الحياة الدنيا في سرعة زوالها وقصر أيامها، حالها كحال من يلعب بشيءٍ ويتلهى به، سرعان ما يزول، وسرعان ما ينقضي، وهكذا الحياة الدنيا.