للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: ولإقامة الصلاة كلام طويل، طويل لا يمكن أن أتكلم عليه علي وجه التفصيل في هذه الموعظة المختصرة المباركة إنما أتكلم عن أربعة أمور هي معاقد ومجامع إقامة الصلاة وأما تفصيل ما يتعلق بالصلاة مفتاحها وهو الطهور إلي تحريمها وهو التكبير إلي تحليلها وهو التسليم وما يكون بين ذلك فلعلنا نتدارس هذا ونعود إليه بعد تفسير هذه الآية الكريمة التي نعت الله فيها الرجال الذين يعمرون بيوته في هذه الحياة بأربع خصال بعد الكلام عليها نعود إن شاء الله إلي مدارسة ما يتعلق بالصلاة من مفتاحها إلي تحليلها.

إخوتي الكرام: لكي يحقق الإنسان إقامة الصلاة كما يريد ذو الجلال والإكرام ينبغي أن يعتني هذه الأمور الأربعة.

أولها: أن يؤدي الصلاة في وقتها {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتا} (١) فرضا مؤقتا ينبغي أن تؤدي كل صلاة في وقتها فلله حق في الليل لا يقبله في النهار ولله حق في النهار لا يقبله في الليل.

ونفذ ما أمرك الله كما يحب الله وكما بين الله سبحانه وتعالى فهذه الصلوات ينبغي أن تؤدى في الأوقات التي حددها لنا خير البريات عليه صلوات الله وسلامه وإذا أردت أن تنال القبول عند رب الأرض والسماوات فبادر إلي أداء الصلاة في أول الأوقات فهذا أحب شيء إلي رب الأرض والسماوات.

ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: أي العمل أحب إلي الله عز وجل قال: الصلاة علي وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدثني بهن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني أعظم حقوق الله عليك بعد توحيده الصلاة وأحب شيء إلي الله تفعله في هذه الصلاة أن تؤدي الصلاة في أول وقتها.


(١) النساء:١٠٣