والرواية الأولى كما قلت عن أبس ذر في صحيح ابن حبان وهو صحيح على حسب ما يراه هذا الحافظ الإمام وقد ذكر تصحيحه الإمام المنذري في الترغيب والترهيب ولم يعترض عليه وهكذا فعل الحافظ الهيثمي من الزواجر عن اقتراف الكبائر فذكر تصحيح ابن حبان للحديث ولم يعترض عليه وإذا كان حوله كلام له شواهد كثيرة حسانٌ حسان كما يأتينا ولفظ الحديث عن أبي ذر عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:"تعبّد عابد من بين إسرائيل ستين سنة في صومعته فلما أمطرت السماء واخضرت الأرض قال: لو خرجت من صومعتي حتى أتعبد الله على هذه الخضرة فخرج فتعرضت له بغى فلم تزل تكلمه ويكلمها حتى غشيها ووقع عليها ثم لما صحا وتفكر فيما فعل وندم على نفسه أغمي عليه من حسرته ثم بعد ذلك ذهب إلى بركة وبدأ يستحم بها ليسقط عندما حصل فيه من جنابة فجاءه مسكين ومع هذا العابد رغيف أو رغيفان فأعطاه هذا الرغيف أو هذين الرغيفين، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: "وُضعت عبارة ستين سنة في الميزان وهذه الزِّنْية فَرَجَحت بها " وهذه الزينة فرجحت بها أي كِفّة السيئات رجحت {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}(١)(خرجت بها ثم أُتِيَ بالرغيف أو الرغيفين فوضعا في كفة حسناته فرجحت فغفر الله له) الصدقة تمحو الخطايا، تزيل الذنوب بفضل الله وكرم علام الغيوب وهذا الأثر إخوتي الكرام كما قدمت الكلام عليه في صحيح ابن حبان وغيره وانظروه في موارد الضمآن في ص٢١٠ وفي الكتب التي أشرت إليها إنما أريد أن أقول معنى الحديث صحيح وأن الصدقة تمحو الخطايا هذا ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة منها ما يثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجه والحديث رواه الحاكم في مستدركه والدارمي في مسنده وأبو نعيم في الحلية من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ويحفظه الأولاد الصغار في المرحلة الابتدائية في الأربعين