وقد قرر أئمتنا الكرام أنه مع صحة الحديث فقد عكف على فعلها علماء الإسلام، وكانوا يوصون أتباعهم والمسلمين بها على الدوام.
يقول الإمام الحاكم في المستدرك: ويكفي في تصحيح حديث صلاة التسبيح فعل أئمة أتباع التابعين لها ومنهم شيخ الإسلام الإمام عبد الله بن المبارك إمام الدنيا في زمانه، وأمير العلماء في وقته الحافظ الجهبذ الغازي المحدث حديثه في الكتب الستة محتج به في جميع دواوين السنة، وقد توفي سنة ١٨١هـ عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا قال: ولم يزل عمل المسلمين على ذلك من زمنهم إلى زماننا، والحاكم توفي سنة ٤٠٥هـ وهكذا قال الإمام الترمذي قبله في السنن، وقد توفي الترمذي سنة ١٧٩هـ يقول: وقد رأى شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك وغيره من العلماء صلاة التسبيح، واستحبوها وفعلوها، وأوصوا أتباعهم بها هذا في سنن الترمذي، وهكذا يقول الإمام البيهقي في السنن الكبرى وقد توفي سنة ٤٥٨هـ، وبعده الإمام البغوي في شرح السنة وقد توفي سنة ٥١٠هـ، هؤلاء كلهم ينقلون فعل العلماء الكرام لها وفي مقدمتهم هذا الإمام المبارك شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك -عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا-، فالحديث صحيح وعمل به علماء الشريعة المطهرة وأوصوا أتباعهم به. وهذا الحديث المروي من طريق عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال الحاكم في المستدرك في المكان المشار إليه آنفا، وقد صح من حديث عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أوصى بصلاة التسبيح عمه العباس أوصى ابن عمه جعفر ابن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- وهذا ثابت كما قلت في المستدرك وإنما ذكرت صلاة التسبيح في آخر موعظة من شهر رمضان لأمرين اثنين: