نعم ذهب شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية -عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا- إلى عدم صحة حديث صلاة التسابيح، وقرر هذا في كتاب السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية ٧/٤٣٤ وكلامه مذكور أيضا في مجموع الفتاوى في ١١/٥٧٩، لكن كلامه مردود عليه مع حبنا له، وتقربنا إلى الله جل وعلا بمحبته، لكن الحق أحق أن يتبع، وهو مجتهد فيما قال، معذور ومأجور، لكن الحديث صححه من قبله ممن هو أعلى منه، ومن بعده ممن هو في درجته، أو أعلى منه، ولا يعقل بحال أن نترك كلام جمهور أئمتنا الأبرار لقول عالم من العلماء، فعنده عذره ويغفر الله لنا وله، وكنت ذكرت هذا -إخوتي الكرام- في الشريط وبينت العذر الحامل له على هذا، وبينت أنه لا يصلح أن يعل به حديث صلاة التسابيح، وأن يرد من أجل تلك العلة التي توهمها هذا الإمام، وتبعه على ذلك الإمام الشوكاني فرأى أن حديث صلاة التسبيح لا يصح في السيل الجرار وهكذا في تحفة الذاكرين، وهكذا في الفوائد المجموعة للأحاديث الموضوعة، وهو في ذلك تابع للإمام ابن تيمية، وهؤلاء الذين يفتون في نور على الدرب يتبعون هذا، أو كليهما من غير بينة وحجة.
وقد قابل بعض الإخوة الكرام ممن هو معنا في هذه الموعظة بعض الشيوخ الذين يفتون في نور على الدرب، ويقولون إن الحديث لم يصح قال له إن الحديث صحيح، وفلان قد تكلم فيها بمقدار ساعتين، وكلامه موجود في شريط، قال ما عندي علم بما تقول إلا أنني أعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول إن حديثها ليس بصحيح، هذا علمه من السنة، لكن المسكين ما اطلع على حديثها في سنن الترمذي، ولا في سنن ابن ماجه، ولا في سنن أبي داود، وهي من دواوين السنة، ومن أصول الحديث، ومن باب أولى ما اطلع بعد ذلك على المستدرك وعلى غيره، ومن باب أولى ما اطلع على الكتب المفردة في شأنها، والحديث فيها لا ينزل عن درجة الصحة بحال.