برفقٍ، فالميت يتأذى مما يتأذى منه الحي وشعوره أدق من شعور الحي، ثم سنوا علي التراب سناً، ضعوه برفق عندما تهيلون التراب علي، ثم سنوا علي التراب سناً واقرؤوا عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت ابن عمر يوصي بذلك ويستحبه وابن عمر شيخ الإسلام في الصحابة الكرام وهو من المهاجرين، وهذا الأثر قال عنه شيخ الإسلام الإمام النووي في الأذكار في صفحة سبع وثلاثين ومائة صـ١٣٧ إسناده حسن، وقال عنه الإمام الهيثمي في المجمع صفحة أربع وأربعين من الجزء الثالث ٣/٤٤ رجاله موثقون.
وكما قلت هو في السنن الكبرى للإمام البيهقي، ورواه الخلال، وروى الإمام الطبراني أيضاً، هذا أثر عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهم أجمعين- بأنه أوصى بأن يفعل ذلك به واستحبه للأموات أن يقرأ عند رؤوسهم بعد دفنهم بفاتحة البقرة وخاتمتها. وهذا الفعل الذي نقل عن هذا الصحابي المهاجري -رضي الله عنهم أجمعين-، نقله الإمام الخلال في جامعه وفي كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونقله أيضاً عن الإمام الخلال الإمام ابن القيم في كتاب الروح في صفحة عشرة ص١٠ قال الخلال: قال الشعبي: وكان الأنصار إذا مات لهم ميت يختلفون إلى قبره فيقرأون عنده القرآن. الأنصار الأبرار -رضي الله عنهم وأرضاهم- إن مات لهم ميت يختلفون إلى قبره بعد دفنه يقرأون عنده القرآن، هذا فعل الأنصار وهذا فعل المهاجرين، وقد نقل ذلك الإمام ابن تيمية -عليه وعلى أئمتنا جميعاً رحمات رب البرية عن الصحابة- كما في مجموع الفتاوى في الجزء الرابع والعشرين صفحة ثمان وتسعين ومائتين ٤/٢٩٨ وقال القراءة عند الدفن ثابتة في الجملة عن الصحابة، وقد أوصى بعضهم أن يقرأ عنده سورة البقرة ثابتة في الجملة عن الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-.