نزل القرآن للإنذار ونزل للتبشير ونزل للاستشفاء به ولحصول البركة، نعم من أعظم مقاصده إنذار الأحياء ولكن ليس لذلك فقط، فلم تستدلون بالآية التي لا دليل فيها على وهمكم ? لكن قلت لهم: هذا القول سبقكم به من سبقكم من المعاصرين في هذه الأيام وأنتم ترددون كلامه تقليداً دون وعي ودون علم، ما وجه الاستدلال بهذه الآية على أنه لا يجوز قراءة القرآن على الموتى؟ ثم قلت: إخوتي الكرام اعرفوا قدركم فعل ينقل عن سلفنا ويقرره أئمتنا وكل واحد منكم يرفع صوته بين الموتى ويقول: لا يجوز، اتقوا الله في أنفسكم، فقام واحد منهم وقال كلمة لنرى إخوتي الكرام كيف ننحرف عن شريعة الله عندما لا نحكم شريعة الله في حياتنا وكم من إنسان يدعو إلى السنة وإلى السلفية وقد نبذهما وراء ظهره وكم من إنسان يدعو إلى تحكيم القرآن وقد جعل القرآن وراء ظهره، كم؟ قال لي بعد ذلك: يا عبد الله هذه بلادنا نفعل فيها ما شئنا إن أعجبك وإلا بعبارات قاسية كذا وكذا، قلت غفر الله لي ولكم جعلنا الله إخوة متحابين {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(١) .
ثم بعد ذلك أنتم جئتم تفصلون المؤمنين إلى هذه الفواصل يا عبد الله كنا نتكلم في مسألة ولو لم تسلموا بجوازها فغاية ما تقولون: إنني مبتدع وإذا كنت مبتدعاً لازلت ضمن دائرة الإسلام وأنا مسلم وأنتم مسلمون، أما الآن انفصلنا فما بقى رباط بيننا، قلت: يا إخوتي الكرام كنا نتكلم ضمن الإسلام خرجنا الآن إلى الكفر وأنا أقول إن هذا القول الجاهلي لا يقره العاقلون الصالحون في مدينة نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- ولا في أي مكان فالمؤمنون اخوة ونحن لا يحجز بين إخوتنا مع إخواننا شرقاً وغرباً لا حاجزً ولا حدً ولا قيدً ومن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته.