للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسنتدارس في هذه الموعظة إن شاء الله فضل النفقة الواجبة وإذا مد الله في أعمارنا نتدارس في الموعظة الآتية فضل الصدقة المندوبة ثم ننتقل بعد ذلك إلى مدارسة الصفة الرابعة من صفات هؤلاء الرجال الأبرار عباد الله إخراج النفقة الواجبة له أجرٌ عظيم – عند رب العالمين فمن فعل هذا لن يخاف مما يستقبله ولن يحزن على ما يخلفه وقد ضمن الله له أجره عنده كما قرر ربنا جل وعلا هذا في سورة البقرة فقال بعد أن حذر من الربا وزجر عنه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ} - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) .

فمن أعطى الزكاة ودفعها كما أوجب الله وشرعها له أجرٌ عظيم عند رب العالمين فالتمرة الواحدة كما تقدم معنا يبارك له فيها وهكذا اللقمة حتى تكون أكبر من جبل أحُد {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} فما يستقبله من شدائد ومكروهات فالله سيتولى أمرهم ويدخلهم نعيم الجنات ولا هم يحزنون على ما يخلفونه من مالٍ وأهل وولد فالله وكيلهم على ذلك وهو خير الحافظين سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (٢) .


(١)) ) سورة البقرة: ٢٧٦، ٢٧٧
(٢)) ) سورة البقرة: ٢٧٦، ٢٧٧