{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (١) .
أما بعد: معشر الأخوة المؤمنين..
تقدم معنا أن من صفات الرجال الأكياس أنهم يخافون رب الناس وهم يتصفون بهذه الصفة الجليلة الكريمة مع كونهم لله، لله يتقون وإلى عباده يحسنون وتقدم معنا إخوتي الكرام أن هذه الصفة فيهم، أعني صفة الخوف من ربهم جل وعلا لها أسباب كثيرة في نفوسهم يمكن أن تجمع في ثلاثة أسباب.
أولها: إجلال الله وتعظيمه.
ثانيها: خوفهم من التفريط في حق ربهم جل وعلا فيما أمروا أو نهوا عنه.
وثالث: الأسباب التي تدفعهم للخوف من ربهم جل وعلا الخوف من سوء الخاتمة.
وتقدم معنا إخوتي الكرام أن لسوء الخاتمة سببان:
أولها: الأمن على الإيمان من الاستلاب فما أحد أمن على إيمانه أن يسلبه إلا سلبه وذهب منه.
والسبب الثاني: اغترار المرء بالحالة الحاضرة وعجبه بما يصدر منه من طاعات قاصرة ناقصة وغفلة عن ما فيه من آفات مهلكات وأبرز ذلك ثلاث بليات كما تقدم معنا.
أولها: النفاق، وقد مضى الكلام عليه وعلى ما قبله.
وثانيها: البدعة.
وثالثها: الركون إلى الدنيا.
أما البدعة وهي التي كنا نتدارسها إخوتي الكرام، قلت سنتدارسها ضمن ثلاثة مباحث.
أولها: في بيان حد البدعة ورسمها وحقيقتها.
وثانيها: في النصوص المحذرة منها.
وثالثها: الأمور في بيان أقسام البدعة وحدها وضبطها،،، وقلت إنها باختصار حدث في دين الإسلام عن طريق الزيادة أو النقصان مع عدم دلالة نصوص الشرع الحسان على ذلك الفعل المحدث وإن يزعم الإنسان بما أحدثه أنه يتقرب به إلى الرحمن هذا هو حد البدعة وهذا رسمها وهذا تعريفها..
(١) سورة الأحزاب ٧٠، ٧١