للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: صلاة التراويح صلاَّها عمر رضي الله عنه بهذه الشاكلة وتناقلها عنه أئمتنا وقال عدد من أئمتنا هي كالإجماع، أي هذه المسألة كأنها مُجمَع عليها، ولا خلاف فيها أنها عشرون ركعة ويوترون بثلاث.

وحقيقة ينبغي على مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بلا استثناء أن تتقيد بهذه الكيفية التي فعلها هذا الخليفة الراشد، وتضييع هذا من علامات ضياع الأمة.

نعم لا يلزم أحداً بصلاة عشرين، فمن شاء أن يصلي عشرين أو أربعين أو مائة أو مائتين أو ركعتين أو أن يصلي صلاة القيام فأمره إلى الله، لكن الكيفية المعلنة ينبغي أن تكون على حسب ما هو مقرر في كتب أئمتنا، لا على حسب تخريص المخرصين في هذا الحين ولا في غيره. فلنلتزم بهذه الكيفية في المساجد الشرعية، ثم بعد ذلك أراد الناس أن يصلوا ثماني ركعات أو أربع ركعات أو ركعتين، فهم وما يطيقون، وأما أن يكون هذا شعاراً لبلاد المسلمين أنهم يصلون ثمان ركعات ويوترون بثلاث وكأنما قرره أئمتنا ليس بصحيح ولا ثابت.

إخوتي الكرام: لابد من ضبط هذا الأمر وأن صلاة التراويح عشرون ركعة ونوتر بثلاث، وهذا هو الذي عليه الجمهور كما قلت، والقول الثاني ست وثلاثون ونوتر بخمس كما هو قول الإمام مالك وفعل أهل المدينة هذا بعد عمر رضي الله عنه لعلة ذكرتها، فكونوا على علم بها، لكن أصل الثبوت عشرون وثلاث ركعات وتراً، كيفية شرعية واردة عمن أمرنا خير البرية - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء به وهو عمر رضي الله عنه والأمة كأنها مجمعة على ذلك، يتنابزون الضلال فيما بينهم في هذه الأيام،