للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن قلب الذاكر يجمع بين هذه الصفات، يحصل له القوت بذكر الله، يحصل له القوة بذكر الله، يحصل فيه القوة والصلابة بذكر الله، يحصل له البهجة والصفاء بذكر الله، يحصل له اللين والرقة بذكر الله، ولذلك كان قلب الذاكر أطهر القلوب وأحبها عند علام الغيوب، ثبت في معجم الطبراني الكبير من رواية أبي عيينة الخولاني رضي الله عنه وأرضاه، والحديث حسنه الإمام الهيثمي وقال الإمام المنذري في (الترغيب والترهيب) إسناده جيد، والحديث روى من رواية أبي أمامة الباهلي أيضاً في (حلية الأولياء) وروي من رواية سهل بن سعد في الحكيم الترمذي، فهو من رواية أبي عيينة الخولاني، وأبي أمامة الباهلي، وسهل بن سعيد، ولفظ الحديث عن نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه أنه قال [إن لله آنية في الأرض، قالوا وما آنية الله يا رسول الله في الأرض؟ قال: قلوب عباده الصالحين وأحبها إلى الله أضاها وأرقها] وفي بعض الروايات [إن أحب الآنية إلى الله ما رق منها وصفا] .

وفي بعض الروايات [أحبها وأصفاها] ، فالذي يذكر الله جل وعلا يتصف بهذه الصفات، يصبح لقلبه كما قلت القوت والقوة والشدة والصلابة والبهجة والصفاء، اللين والرقة، وقلبه أحب القلوب إلى علام الغيوب ولا غرو في ذلك ولا عجب فقد تقدم معنا أن من ذكر الله جل وعلا والله مع العبد ما دام العبد يذكر ربه سبحانه وتعالى، وإذا كان معك فستتخلق بأخلاق ربك بأخلاق حبيبك ن فتتصف باللين وتتصف بالشدة والقوة، والله عندما يكون معك، فستضع كل أمر موضعه، هذا هو حال الذكر عندما يكثر الإنسان من ذكر الرحمن سبحانه وتعالى.