للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أشار ربنا جل وعلا إلى حماقة وتفاهة من يلجأ إلى غير الله ويدعو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فأخبر أن من يدعو من دون الله من الملائكة والنبيين والصالحين إن هؤلاء ينافسون في طاعة رب العالمين ولا يملك كل واحد منهم لنفسه نفعاً ولا ضراً إنما هم في قبضة رب العالمين يقول الله جل وعلا مقرراً هذه الحقيقة في سورة الإسراء”قل ادعو الذين زعمتم من دونه..الخ أولئك الذين يدعون يعبدهم الخلق من دون الحي القيوم هؤلاء الذين يعبدونهم من أهالي البشر ومن الملائكة الأطهار على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله وملائكته صلواته وسلامه هؤلاء الذين تعبدون من دون الله لصلاحهم هم يعبدون الله ويتنافسون الحضوة لديه وحصول المنزلة عنده سبحانه وتعالى "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة..الآية".

والآية نازلة في فريق من الإنس كانوا يعبدون فريق من الإنس كانوا يعبدون فريق من الجن في الجاهلية فلما بُعث نبينا خير البرية عليه صلاة الله وسلامه أمن أولئك الجن فبقي الإنس على عبادتهم فأنزل الله هذه الآية يعيرهم بمسلكهم ويذم فعلهم.

كما ثبت في صحيح البخاري ومستدرك الحاكم والأثر كما قلت في صحيح البخاري وهو في تفسير الطبري وسنن سعيد بن منصور ومصنف ابن أبي شيبة وراه ابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره وابن مردوية في تفسيره وهو في معجم الطبراني الكبير ودلائل النبوة للإمام البيهقي وكما قلت إن الحديث في صحيح البخاري فهو صحيحٌ صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال: "كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن فأسلم الجن وبقي الإنس على عبادتهم فأنزل الله هذه الآية يعيرهم بها فقال أولئك الفريق يدعون ... الآية.