أختم هذه القصص كما قلت بالقصة الثالثة: يرويها الإمام الرماهرمزي المتوفي سنة ٣٦٠هـ في كتابه المحدث الفاصل بين الراوي والواعي في صفحة ٢٥٠ وخلاصتها أن امرأة كانت تغسل الموتى من مات من نساء المسلمين فجاءت إلى مجلس أبي زكريا يحيى ابن معين إمام الجرح والتعديل في هذه الأمة وهو قرين وصاحب الإمام أحمد رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين وتوفي سنة ٢٣٣هـ فجاءت هذه المرأة إلى مجلس أبي زكريا يحيى ابن معين وقالت: يا أبا زكريا هل يجوز للحائض أن تُغسِّل الموتى إذا ماتت امرأة مسلمة وهذه المُغسِّل حائض هل يجوز لها أن تغسِّلها قال: لا أدري لكن عليك بهذا الرجل ويردي به أبي ثور إبراهيم أبا خالد الذي توفي سنة ٢٤٠هـ وهو من أبرز تلاميذ الإمام الشافعي ومن أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين عليك بهذا الرجل ثم عودي إليّ فأخبريني فذهبت إلى أبي ثور فقالت يا أبا ثور يجوز للحائض أن تغسل الموتى قال: نعم يجوز.