للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك فروض مؤقتة فرضها الله على عباده في أوقات وأمكنة بشروط وكيفيات تفعل حسبما هو مقرر في شريعة رب الأرض والسموات كفريضة الصلاة، وفريضة الصيام، وفريضة الزكاة، وغير ذلك فرائض فرضها الله على عباده؛ لكنها مؤقتة بزمن، بوقت وفي مكان، فالحج له مكان معين والصلاة: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} ، والصيام {أياما معدودات} كما أخبر عن ذلك رب الأرض والسموات.

إخوتي الكرام:

هذان الفرضان الصلة بينهما قوية وثيقة.

أما الفرض المؤقت فلا يقبل إلا بشرطين اثنين:

الشرط الأول:

أن يأتي الإنسان بشروط خاصة به فالصلاة تحتاج إلى طهارة ودخول وقت وإلى استقبال للقبلة وإلى غير.

وهناك شرط آخر:

في جميع العبادات المؤقتة وهو لها كالروح للجسد ألا وهو القيام بالفرض الدائم ألا وهو العبودية لرب البرية فمن خرج عن هذا الوصف بحيث عظم شعائر الكفر أو أشرك بالله فلا يقبل منه عمل لأنه ليس بعبد لله عز وجل وأعماله يضرب بها وجهه فلابد من أن يحقق الفرض الدائم الذي لا يسقط عن الإنسان في وقت ولا في مكان بل ينبغي أن يقوم به على الدوام في كل زمان ومكان فإذا خرج عن ذلك الفرض حبط عمله وضل سعيه وخلده الله في نار جهنم.

نعم ـ إخوتي الكرام ـ لابد من أن يتصف الإنسان بحقيقة العبودية لربه في هذه الحياة فينبغي أن يكون صادقا في عبوديته لربه فدخوله وخروجه لله وبالله ولذلك أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام وفي ذلك أمر لنا أن يكون مدخلنا ومخرجنا لربنا جل وعلا: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} .

فالمؤمن يدخل لله وبالله ومن عداه يدخل ويخرج بطرا ورئآء وإذا دخل الإنسان مدخل الصدق وخرج مخرج الصدق في جميع شؤون حياته جعل الله له لسان صدق في هذه الحياة.