للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرك بالله وحقيقة الشرك أن يسوي الإنسان بين المخلوقات وبين رب الأرض والسموات في الحقوق والواجبات والصفات فإذا سويت بين المخلوق الحقير وبين الخالق الجليل فيما يستحقه الله وفيما يتصف به سبحانه وتعالى فقد جعلت لله ندا وأشركت بالله عز وجل فلا يقبل منك الفرض المؤقت يقول الله جل وعلا في سورة الشعراء: {وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العلمين * وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * ... } .

فإذا سويت بين المخلوق والخالق لا يغفر لك عند الله عز وجل ولا يقبل منك عمل لأنك خرجت عن رسم العبودية وحقيقتها وصرت عدوا لله جل وعلا: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .

وقال جل وعلا في سورة المائدة: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار*} .

وهكذا في سورة الأنعام بعد أن ذكر الله ثمانية عشر رسولا من أنبيائه ورسله على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه بدأهم بخليله إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم *} .