كما أن الذين يعرضون ما يقع في قلوبهم على شرع ربهم كحال أبي سليمان الداراني وغيره عندما كان يقول إنه لتقع في قلبي النكته من نكت القوم أي الإشارة من إشاراتهم وذوق من أذواقهم فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة على أن ما وقع في قلبي حق شرعي وهذا من فتح الله على وليس هذا من أراجيف الشيطان وتسويلاته ووسوسته إذا هؤلاء نفاق أصغر نفاق عمل يريد بعمله وجه ربه يريد بالعلم وجه الله لكن لا يطلبه من خيره لا يعمل على حسب أمر الله يدخل العقل مع أنه كما قلت لا يأتي بما ينقض الإسلام يدخل الذوق يدخل الكشف، فكل هذا كما قلت من النفاق الأصغر من نفاق العمل وإذا كثر هذا النفاق في صاحبة نقد يخرج من إيمانه عند موته ولذلك يلقى الله ملتحقاً بالصنف الأول ولو قدر أنه لم يختم له عل الكفر فأمره موكول إلى الله عز وجل، ونسأل الله أن يحسن ختامنا.
ويدخل في هذا النوع من النفاق ما قرر أئمتنا كما في مجموع الفتاوى في الجزء السابع للإمام بن تيمية وهكذا قرره في الجزء الثامن والعشرين في صفحة خمس وثلاثين وأربعمائة ٤٣٥هـ وما بعدها يقول: يدخل في هذا النفاق عدم الجهاد في سبيل الله وأن يكذب الإنسان في قوله إذا حدث وأن يخلف وعده إذا وعد وأن يفجر في المخاصمة إذا خاصم، كل هذا يدخل في النفاق لكنه كما قلت نفاق العمل ليس بنفاق التكذيب والكفر.